Return to site

فتاة صغيرة تمتطي مسدساً في ذهني

Christine (Cissy) White

X Account: @healWRITEnow
بقلم:
كريستين سيسي وايت

أقول لابنتي "أنا أحبك".

ترد علي قائلة "هذا أكيد. فأنا رائعة"

عمرها إثنا عشر عاماً.

تبتسم الأم داخلي.

تهزّ الفتاة الصغيرة داخلي رأسها وتتعجب قائلة: كيف هو الأمر أن يشعر المرء بأنه محبوب وقابل أن يكون محبوباً معاً وهو طفل؟

أنا لا أعرف. لن أعرف هذا أبداً.

لا يهم لأي مدى كان والديّ رائعين. لا يهم ما الذي سأصبح. لا أستطيع تغيير الماضي.

الماضي بلد لا أريد لابنتي أن تقترب منه أو تذهب إليه. أنا منفية من المكان الذي جئت منه.

عائلتي. نفسي. ماضيّ.

لا يوجد ألبوم للصور أود مشاركته مع ابنتي. على الأقل حتى الآن.

فخر ثقافتي مخز.

لغتي الأصلية ذاكرة أحاول ان أكشطها حتى لا يتكلّس طينها على شفتي.

إن أعظم نعمة من حب الأمومة الإصرار على عدم حصول ابنتي على ميراث عائلي. إن نعمتي هو كسر حلقة الإساءات.

وأن ما أعطيها شيء لم أحظَ به كطفلة.

السلامة.

الراحة.

الاستجابة.

الحب.

الالتصاق.

أنا لست طفلة-فتاة-ضحية.

أنا أم – أنثى- بالغة.

حسناً، أنا كذلك وسأظل دائماً الاثنين معاً.

أنا اعرف والديّ، جدّاها قاما بأفضل ما يستطيعان. كانت حياة فقد. لم يكن عطاؤهما كافياً. وبسبب ذلك أنا أقوم بتربية ابنتي وتربية نفسي عاطفياً أيضاً.

أحمل معي ماضيّ مثل ندبة على جلدي، في أسناني مثل تجويف سوس، وكشبح لا يتحول لحقيقة أو يتركني ويذهب، يتسلط عليّ، ويقيدني ويشعر أو يرفض أن يشعر . شبحٌ خفي اكاد ألمسه كشيء موجود يمتطي مسدساً في ذهني طوال الوقت.

أحياناً أتمنى لو لم توجد نفسي حينها.

إنها تمثل أساس الحياة التي أعيشها الآن.

إنها ليست موجودة حيث أعيش الآن.

إنها لا تمثل غرفة المعيشة أو المطبخ أو غرفة نومي. إنها القبو الذي بني فوقه كل شيء آخر.

لا أستطيع التظاهر أنها لا تتحكم في الطريقة التي أغلق بها الأبواب والشبابيك والخيارات.

تم استفزاز طفولتي بموجات غضب من محيط جارف التيار. تغلغلتْ موجات الغضب بين ثنايا ذاتي ودكّتها من أساسها. آثار الماء والطين أضعفتْ قواعد الخشب التي عجزت عن الجفاف دون ترك تقرحات حتى بعد أن هدأ الموج.

لقد تحمّلتُ العواصف في خضم بحر دون شواطئ نجاة أو شرطة حماية لتنبهني أو تخليني من مواقع الخطر أو تنقلني إلى مكان آمن.

لقد تجرّعت مرارة آلام حادة متكررة. كان عليّ تجاوز الكثير لتحقيق الحال الطبيعي و التظاهر بأننا لم نمر بطوفان خلال عطلة نهاية الأسبوع. لقد ذهبتُ للمدرسة مبللة وجائعة أترنح بلا واجب منزلي محلول أو حقيبة طعام أو قدر ضئيل من الثقة بالذات.

نفسي عندما كنت في الحادية عشرة، كانت فتاة تبلل فراشها في الليل بالرغم من أنها بلغت. لم تحظ بتوفير لوازم التعقيم ولا الشراشف النظيفة. لقد ذهبتْ للمدرسة وجلستْ فوق يديها، أملاً ألّا يتسبب خروج دم دورتها الشهرية في ترك آثار على كرسي الصف.

لقد حبستْ أنفاسها أملاً في ألا يشتم الآخرون رائحة جسدها. لم تكن تعرف مصطلحات الإساءة او الإهمال. فقط كانت مؤمنة أنها فتاة قذرة، ذات رائحة كريهة وأن الحياة كانت صعبة.

لم تكن الفتاة التي عشتها بنفس الثقة التي تحملها ابنتي الآن. في بعض الأحيان أنظر لها وأحملق وأتعجّب.

أحياناً يقلقني أنني ربما أربيها بسبب ما أفتقده وليس ما أملكه.

كيف لي أن أنحّي جانباً معتقداتي القديمة المشوّشة حتى لا تتسرّب إلى حياتي اليومي حيث تحيا فيها ابنتي بتلقائية تامة؟

أنا أعلم الآن أنني كنت محاربة بريئة ومتخبطة تسعى لتحقيق أقصى ما تستطيع، لكن لم يكن هذا ما نشأتُ على الاعتقاد به. كنت "أعرف" أنني محطمة، وأن شيئاً ما داخلي جعل الآخرين يتصرفون معي بشكل سيء. لا يمكنني العودة للماضي لأسجل الحقيقة أو أصف بدقة لنفسي الأمر خلال تطورها.

لقد تبنّيت معتقدات معطوبة، وصورة ضعيفة عن العالم وتمازجتُ مع الخوف. أنا متينة لكنني محمّلة بالندب. أنا لا أعرف كيف أبعد نفسي القديمة وأن أكون نفسي الجديدة حيث الصلابة و التكامل، كأنني أعيش نفياً.

أنا أعلم أن العالم يقدّم الجمال و الحب والصحة. يتملكني الفضول نحوه وأحياناً الشعور بالمفاجئة. وفي الحقيقة، أنا أعيش المرح وأتنفس السعادة. هل لي أن أعلّم ابنتي أن تهدأ وتطمئن نفسها وأنها ليست محتاجة إلى أن تتشبث بالخوف لتستمر في الحياة؟

هل لي أن أثق بها أنها ستثق بأن هناك في الحياة ما يكفي؟

كيف لي أن أتمثل كقدوة لها لتجسيد معنى قد بدأت مؤخراً الإيمان به وهي تعلمه سلفاً؟

أنها أكثر حكمة مني من زوايا عديدة، وأقوى. وهذا نتيجة لسياستي التربوية الناجحة كأم لكنه يعني أيضاً أن طفولة كل منا لا يمكن مشاركتها مع الآخر. ليس في الواقع.

هل لي أن أقول لها يوماً ماذا ولماذا كتبت ما كتبته؟ لقد كان ما كتبته خطوطاً عريضةة لقصة طويلة. هل سأتحدث عن خطايا الطفولة؟

كيف لي أن أعبّر عن أسفي لابنتي تجاه كوني غير مؤهلة منذ بداية ظهورها النفيس في حياتي؟ لم يكن هذا خطئي ولكن ليس هذا خطأها من باب أولى. أنا أمها على الرغم من أنني كنت طفلة مجروحة.

هل لي أن أعتذر لعدم كوني أكثر حضوراً في حفلات الشواء ونزهات الحدائق ووقفات الأرجوحة؟

هل لي أن أقول لها أنني أحياناً أحتاج النزول إلى القبو لأفتح النوافذ وأسمح لنور الشمس أن يجلي العتمة عن أعمق وأقدم شقوق روحي؟

إنني أتعلّم تفقّد هويتي كناجية وكيفية أن أكون أمّاً.

كتبت السيدة زورا نايل هورستين مرة " هناك سنوات تطرح أسئلة، وسنوات أخرى تعطي إجابات".

لم تنتهي أسئلتي بعد.

لا زلت أربي ابنتين. ابنتي والطفلة التي كنت.

هل سيكون حلم كفايتي كأم واقعاً يرضيني حقاً؟